السلام عليكم.. دكتوري الفاضل مشكلتي بدأت منذ سنة تقريبا و أنا أعاني من حالة حزن و تردد شديدة . بداية أنا موظفة في قطاع حكومي حيث أعمل مدرسة منذ تعيني في ذلك القطاع و أنا أحلم بأن أكون عضو هيئة تدريس في الجامعة حيث شهادتي كانت تؤهلني لذلك .
لم يكتب الله لي الوظيفة إلا بعد ثلاث سنوات حيث تعودت على روتينية عملي وانطفأت رغبتي لاكمال دراستي و كذلك أهلي جميعا عارضوا الموضوع و أخبروني بأنهم غير مرتاحين للموضوع ولكنه قراري و يجب أن أتحمل تبعاته اضافة الا انهم ينون النقل الى مدينة جديدة والجامعة ليس لها فروع
وانما يجب علي البحث عن وظيفة جديدة من جديد أما و ظيفتي الحالية لها فروع في جميع أنحاء المملكة فالنقل فيها متاح و ليس مضمون. المهم بعد تردد شديد قررت أن أخوض المغامرة وأحاول التغيير خصوصا أنا حياتي الان جدا ممملة وعملي روتيني و المناهج التي ادرسها أساسية جدا
فقدمت طلب نقلي للخدمات و لم أكن مرتاحة للموضوع بعد تقدمي للنقل أصبحت أتخيل حياتي في الوظيفة الجديدة وكيف أنني سأتغرب لاكمال درستي مع أخي علما بأن أخي مبتعث منذ فترة و بقي لها سنتان فهذه المدة ليست كافية لي لاكمال الماجستير والدكتوراة .
بعد فترة من تقديمي لمعاملة النقل سألتني الجهة التي أعمل بها عن سبب طلبي للنقل و أخبرتهم برغبتي لاكمال دراستي و اخبروني بأنهم بدؤوا بدراسة موضوع فتح باب الدراسات العليا لمنسوبيها و سيسمحوا لي باكما دراستي إلا أنهم اشترطوا اعتذاري عن وظيفة الاعادة وقمت بالاعتذار
وفعلا ارسلوا لي الاوراق المبدئية للبحث عن قبول في أحد الجامعات و لكني لم اجتز اختبار التوفل و لم استطع الحصول على قبول للسنة القادمة واصبت باحباط شديد حيث كان بيني و بين الدرجة المطلوبة (3 درجات فقط) و لكني فوضت أمري لله و رضيت بقسمة ربي .
فصار يجب علي أن أنتظر سنة اضافية للتقديم . بعد ذلك بدأت أحس باختناق فضيع في العمل و رغبة بالبكاء أمام زميلاتي جاهدت نفسي كثيرا لأرضى بموقعي فمرتبي يعتبر فوق الممتاز وفرصة الدراسة قد تعود لاحقا وهناك فرصة للنقل لمدينة أخرى لو تطلب ذلك الامر.
فعقلي كان يقول بأن وظيفتي أفضل من الجامعة لانه قطاع جديد ومن الممكن أن أصل لمنصب عالي بعد سنوات و ذلك لأني من أصغر المواظفات الموجودات بهذا القطاع الحكومي الجديد (عمري 25 )أما الجامعة ففرصة الوصل فيها لاي منصب صغيرة جدا و ذلك لانها قطاع عريق. جاهدت أن أرضى بوظيقتي ولكني أصبت باكتئاب شديد
فداومي طويل دون وجود أي عمل أقوم به فبمجرد انتهائي من المحاضرا ت أمكث ساعات أمام النت إلى أن ينتهي الدوام وأنا أنسانة أحب العمل. قررت و قتها أنه يجب علي أن أغير من وضعي المملي فطول ساعات الدوام قاتلة اضافة الا قلت اجازاتنا مقارنة بالجامعة وبدون مبالغة أصبحت لا أستطيع الاستيقاظ بالصباح شيئا ما يردني
وأصبح غيابي وتأخيري كثير. فكلمت الموظف المسؤول بالجامعة و شرحت له و ضعي و انني اعتذرت و لكني ندمانة جدا واريد الجامعة كان متعاونا معي و أخبرني بأن رقم الترشيح موجود و في حالة رغبتي بالعمل بالجامعة بامكاني أن أتقدم بطلب نقل جديد.
أقدمت على هذه الخطوة ولم أخبر أهلي بذلك من منطلق أن الحياة مغامرة . عندما أقدمت على هذه الخطوة كانت العاطفة تدفعني رغما بأن عقلي كان يقول بأن وظيفتي مثالية (راتب خيالي – مكتب مريح – قاعات مجهزة – عمل قليل) الا أنني أحس بأنه ليس لي هدف في الحياة
فكلمت مديرتي وأخبرتها بأن لي رغبة في النقل مجددا ونصحتني بعدم الاستعجال والتفكير ولكني قدمت النقل مجددا و وافقت عليه الادارة و أنا الان في حيرة شديدة من آمري وأهلي يأنبونني بأني كفرت بالنعمة
وبأن وظيفتي الحالية أفضل حيث راتب الجامعة سيكون أقل و سأضطر للاستقالة و البقاء دون عمل أو البحث عن عمل جديد بعد انتقالهم. توقعت بأني سأرتاح بهذه الخطوة ولكني لم أرتح و أعاني من حالة بكاء و تردد شديد وعدم راحة من قراري وأرغب بالاعتذار مره أخرى .
ولكن لا أعلم هل ستقبل الادارة اعتذاري هذه المرة و أن أعتذرت فأن كاقة اوراق التقديم و الاعتذار ستكون موجودة في ملفي و هذا ليس من صالحي (موظفة مترددة غير مؤهلة).
وكذلك أخاف أن أعتذر و كذلك لا أرتاح مجددا. محتارة جدا و السبب بأن معطيات كثيرة غائبة عني و هي هل سيتوفر لي محرم لاكمال دراستي في الخارج؟. ما الهدف من الدراسة و الغربة إذا كان وضعي المالي فوق الممتاز؟
هل لو اغتربت ستضيع فرصتي في الزواج؟ علما بأني على درجة من الجمال و لكني لم أوفق بموضوع الزواج. الخوف من المستقبل هو ما يدفعني إلى عدم التغيير.
أرشدني فقد مل الجميع من موضوعي وأصبح الكل يقول لي أفعلي ما بدأ لك وعقلي يقول لي شيئا وقلبي يقول لي شيئا أخر.
آكاد وأن أقرأ رسالتي اجزم بأن الحل هو بقائي في وظيفتي واشغال و قتي بالقراءة والتطوير من ذاتي . و لكن هل من السهل الاعتذار مجددا .أرشدني فطلما كنت أعرف ما أريد ولكن لا أعلم ماذا اصابني .
الأخت الكريمة .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
هكذا دائما يكون حال هذا النمط من الشخصية المتردد والمتخاذل وغير القادر على اتخاذ القرار والذي يحتاج دوما إلى من يقوده ومن يديره فلا تندهشين لأن محاولة إرضائك أمر وهمي وليس له وجود وغير قابل للتحقيق....هذه مشكلة ليست مرتبطة بمشكلة المفاضلة بين إكمال الدراسة والاستمرار في العمل وإنما أمر مرتبط بسمة شخصية دائمة وليست وقتية .
لذلك أقول لك وبكل ثقة انه مهما كان قرارك فسوف يعقبه نوبة ودوره جديدة من التردد والندم والتسرع في اتخاذ القرار بل ومحاولة الرجوع عنه.
الأخت الكريمة :كل ميسر لما خلق له واسأل الله التوفيق في عملك الحالي لأنه يمثل أقل الضرر .
الكاتب: أ.د. خالد عبدالرزاق النجار
المصدر: موقع المستشار